الخميس، 1 نوفمبر 2012

حول مصادر الطائفية

الطائفية هي أحد أهم المواضيع في الثورة السورية منذ بدايتها وحتى اليوم, هنالك دائماً حرج وصعوبة في تناول هذا الموضوع. فتجاهله, وهو واقع أمامنا, يؤدي إلى تفاقمه, واستمرار الحديث عنه قد يكون بمثابة الدعوة إليه, ومن هنا وجوب تناوله بحذر ودقة شديدين.
تبادل النظام والمعارضة التهم الطائفية منذ بداية الثورة, وألقى كل منهما بتهمة الطائفية على الآخر بشكل كامل,
وفي مرحلة متقدمة اضطر كل منهما للاعتراف بشكل أو بآخر بوجود سلوكيات طائفية في صفوفه.
إن اتجاه البعض لهذا السلوك الطائفي له أسبابه على الأرض, ولكنه أيضاً مرتبط بحالة شحن طائفية مستمرة منذ سنوات على الفضائيات وعلى الانترنيت. وهذا ما نتناوله في هذه المقالة, أي أننا سنركز على الدوافع الطائفية على الانترنيت,
ما أقدمه هنا هو نتيجة مراقبة استمرت حوالي الأسبوع لموقع اليوتيوب, حيث حرصت على متابعة الفيديوهات التي تتحدث عن مواضيع متعلقة بالثورة السورية ودراسة التعليقات وردود الأفعال الطائفية عليها, اعتبرت أن الشخص طائفي بمجرد أن يكون له تعليق واحد طائفي, وبالتالي اخترت 100 تعليق لـ100 شخص مختلف, حاولت تغطية طيف واسع من موضوعات الفيديوهات (تفجيرات, تعذيب, قتل, أسر, اعترافات, مشادات إعلامية, مظاهرات …). كما حاولت تجنب الردود التي تكون ردود على تعليقات طائفية بداعي أن الشخص الذي يرد قد تم استفزازه, في النهاية  قد يكون 100 تعليق عينة صغيرة نوعاً ما ولكنها تعطي مؤشر دون شك.
ركزت على نقطتين في كل تعليق:
- من هو الدين أو الطائفة التي يتم التهجم عليها في التعليق
- مكان إقامة صاحب التعليق.
نتيجة النقطة الأولى هي:
26 تهجم على الطائفة المسلمة السنية, منها 18 شتم صريح للسنة, و5 حالات شتم للمذهب الوهابي, وواحد للمذهب السلفي, إضافة إلى تعليقين فيهما شتم مبطن للسنة دون التصريح باسم المذهب او الطائفة ولكن بالدلالة على رموز للمذهب.
أيضا 26 تهجم على الطائفة المسلمة العلوية, منها 25 شتم مباشر وواحدة فقط شتم عن طريق الدلالات.
43 حالة تهجم على المذهب المسلم الشيعي بشكل عام منها 40 شتم مباشر و3 حالات مبطنة وعن طريق دلالات.
يبقى حالتين فقط فيها شتم صريح للديانة المسيحية, وثلاث حالات فيها تحريض على القتل بشكل عام.
بقي لدينا أن نعرف من أين يأتي هؤلاء الطائفيون إلى مجتمعنا السوري:
الدولة التي نالت حصة الأسد هي المملكة العربية السعودية وذلك من خلال 36 تعليق من أصل المئة, تلتها سوريا والولايات المتحدة بـ10 تعليقات من كل منهما, كذلك مجموع باقي دول الخليج (عدا السعودية) هو 10 تعليقات, وأيضا مجموع دول أوروبا كاملة 10 تعليقات. من كل من العراق والجزائر 6 تعليقات, بالإضافة إلى 8 تعليقات هي حصة باقي الدول العربية (عدا الخليج وسوريا والعراق والجزائر), وفي النهاية 3 تعليقات من استراليا وواحد من الكيان الصهيوني. الشكل المرفق يوضح ذلك التوزع:


إن قدوم 10 بالمئة فقط من التعليقات من الداخل السوري له معنى واحد, وهو أن المحركين الأساسيين للطائفية هم إما أشخاص غير سوريين أو سوريون يعيشون في الخارج, وبالتالي غير متضررين مباشرة من فتنة طائفية تقع بعيداً عنهم. بل وربما قد يكون ذلك موضوعاً شيقاً للمشاهدة بالنسبة لهم.
رسالتي للسوريين:

من يحث على الطائفية يعيش في الأغلب بمنأى عن نيرانها، يحرضك لتحرق جارك أو تحترق بنار جارك ويشاهدكما هو من بعيد، يعلق على المعركة يحزن قليلاً عن إن خسر الطرف الذي يشجعه أو يفرح قليلاً إذا انتصر، هذا يذكرني بمعارك الديوك حيث ينتف الديكان ريش بعضهما وقد يموت أحدهما، وسط صرخات جمهوره لا يأبه لمصير أي من الديكين، كل ما يهمه هو أن ينتصر الديك الذي راهن عليه حتى لو خرج هذا الديك بجراح مميتة من معركته.


لا يوجد من يقول عن نفسه طائفي (أنا شخصيا بعد لم أقابل أحد يقول عن نفسه طائفي) لذلك لا تنتظر من الطائفي أن يعرفك عن نفسه بصفته طائفي. الطائفية هي سلوك, وفي معظم الأحيان صاحب هذا السلوك يعتبر نفسه غير طائفي. الحجة التي يستخدمها جميع الطائفيون هي واحدة: "الآخر هو من بدأ", ولكن اعلم أنك لن تتمكن أبداً من معرفة من الذي بدأ حقيقة, لذلك انتبه ولا توقع نفسك في هذه الدوامة.
لن تستطيع أن تقنع الناس جميعاً برأيك فاسعى ليكون الاختلاف والتنوع غنى وتسامح. عندما اسئل اليوم عن الطائفية في سوريا أجيب بأن كلاً من النظام والمعارضة يحويان عناصر طائفية (كما يحوي كل منهما على عناصر غير طائفية), الفرق هو أن المعارضة تحاول لجم جناحها الطائفي دون أن تقدر إلى ذلك سبيلاً, وذلك راجع لعدة عوامل أهمها التحريض الخارجي وعدم سعي الطرف المقابل (النظام) بشكل جدي للجم جناحه الطائفي.
أختم بالقول أن ما عرض أعلاه هو تعليق شخصي على وقائع رقمية حول الطائفية على الانترنيت وأتطلع إلى مشاركاتكم واقتراحاتكم لنتظيف مجتمعنا من هذه الظاهرة.

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

عن ميشيل كيلو وأنور البني (مقالة مكتوبة عام 2007)

منذ أن تم القبض على السيد ميشيل كيلو والسيد أنور البني وإيداعهما السجن بدأت الحملات للمطالبة بخروجهما من السجن, وكأنهما أودعا السجن دون محاكمة أو أنهما لما يرتكبا أي خطأ في حق شعبهما.
كمواطن سوري بسيط أستغرب ذلك كل الاستغراب كيف يتم إخلاء سبيلهما وهما مدانان بتهمة قضائية لا بل قومية وقد تمت محاكمتهما على أساسها. قد لا يشعر القاطن خارج سوريا بخطورة ممارساتهما على المسيرة القومية للبلد ولكننا في الداخل نشعر بذلك قطعاً وسأفصل لكم قصتنا كشعب مع أمثال هؤلاء الأشخاص الذين لا تسعفني اللغة حقيقة في إيجاد الوصف المناسب لهم.
أنا مواطن سوري بسيط كنت استيقظ كل يوم صباحا لأذهب لعملي مثلي في ذلك كحال حوالي 20 مليون آخرين يقطنون هذا البلد, وكنت أشعر دائما في الصباح بوهن مجهول وعدم قدرة على النهوض من الفراش وبعد معاناة طويلة أنهض وأذهب إلى عملي يدور النهار كله في العمل دون عمل وأنا أشعر بالفراغ واللاجدوى والجميع من حولي مصاب بنفس الحالة من الإحباط وكأنه وباء استشرى بين الناس بتأثير إشعاعي, وبعد البحث والتمحيص وسؤال المختصين استطعت أن أتأكد أن هذه الحالة سببها إشعاعي وبت أبحث عن مصدر ذلك الإشعاع, حاول بعض المضللين أن يقنعوني بأن المصدر هو النفايات النووية التي قام بعض رجالات وزعماء النظام الحاكم في سوريا بدفنها في الأراضي السورية وعللوا ذلك بالارتفاع الرهيب لنسبة السرطانات في هذا البلد ولكن الجواب الشافي جاء على لسان أحد عناصر المخابرات في أحد تعازي أحد المتوفين بسرطان الدماغ وصدف أن كان زميلان لي في تلك الجلسة الليلية بعد أن ذهب الجميع ولم يبق سوى رفاق المرحوم حول أهله فحاول أحد المندسين أو المضللين الترويج لموضوع النفايات النووية المدفونة وعلاقته بالسرطانات ولكن الله قدر أن يتم كشف أكاذيبه آنذاك (فهو - الله- كما نعلم جميعا حامي سوريا )فقد صادف وجود أحد عناصر المخابرات في الجلسة والذي بادر لشرح الموضوع للحاضرين قبل أن يطير ذلك الأفّاق بعقولهم ويحرفهم عن الخط الثوري حيث أنه أخبرهم أن النظام لشدة ذكائه قام باستقدام هذه النفايات ودفنها في الأراضي السورية لأنها وبعد سنوات قليلة من الدفن تصبح جاهزة لتخصيب اليورانيوم الأمر الذي لم ينتبه له الغربيون وبذلك ستستطيع سوريا بفضل هذه الحنكة الفريدة والحيلة الخطيرة على الغرب الأغبياء من الحصول على السلاح النووي, طبعا شعر الشاب الذي شكك بنظام بلده بالخجل والندم الشديدين وأقر بجهله بهذه الأمور رغم أنه يحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية, طبعا لأن هذه المواضيع هي من اختصاص مهندسي الزراعة فالنفايات النووية لمن لا يعرفها بالشكل (وحتى لا تتعرض أنت أيضاً عزيزي القارئ للتغرير)هي أشبه ما تكون لغرسة الزيتون مع فارق بسيط أنها يجب أن تزرع كاملة تحت الأرض على عكس غراس الزيتون التي نشتريها من المشتل وهي بحاجة إلى الكثير من الأموال والماء والرعاية كما أنها كأشجار الزيتون تحتاج إلى ما يقارب 20 عاما كي تبدأ بإثمار اليورانيوم الذي يخصب فيما بعد في معاصر اليورانيوم
قد يسأل القارئ نفسه لماذا بدأنا بشيء وانتهينا إلى معاصر اليورانيوم في سوريا الجواب في التالي حتى بعد الشرح المستفيض الذي نقله لي زميلاي عن عنصر المخابرات بقيت على شك بسيط بمصدر الإشعاعات ولكن بعد أن تم سجن ميشيل كيلو وأنور البني وعرفت التهمة الموجهة إليهما (بث أخبار كاذبة توهن نفسية الأمة) لاحظت أني لم أعد أستيقظ كما في السابق بل تحسنت حالتي النفسية بشكل ملحوظ وأصبحت أنشط بكثير أقوم كل يوم من فراشي كالحصان والكل من حولي في الشارع والعمل يتحركون بنشاط أكثر كالأحصنة ربما بقوائم أقصر بقليل وآذان أطول ولكن هذا لا ينفي ازدياد نشاطنا.
وتيقنت عندها أن مصدر الإشعاع الذي كنت أبحث عنه هو من هؤلاء الأشخاص لذلك أعتذر من النظام السوري على التشكيك به وأشكره على إبعاد هؤلاء الأشخاص عنا وعن مسيرتنا وأرجو منه أن يسمك ويبطن جدران السجن عليهم كي لا تنفذ الأشعة منها ونعود لما كنا عليه
وها أنا كل يوم في المساء أجلس على شرفتي وأطل على ربوع بلادي أنتظر محصول اليورانيوم وأحلم به وأحضر نفسي لاستعادة أراضينا المحتلة في ظل هذا النظام الواعي والذي يحترم شعبه ويعامله كالأحصنة ولا يهم إن قصرت القوائم وطالت الآذان المهم أننا تخلصنا ممن يبثون الوهن فينا وها نحن مستعدون الآن لمتابعة المسيرة الثورية الناجحة في ظل التطوير والتحديث والشفافية نحو استعادة الأرض والجمهور
12-2007

الثورة السورية والمسرح الشامي


قد لا يختلف اثنان في بلاد الشام على أن أهم تجربتين مسرحيتين في هذه المنطقة هما مسرح الرحابنة بجيليه في لبنان ومسرح الماغوط في سوريا, وبالرغم من أن هذه التجارب المسرحية سبقت الثورة السورية بأعوامها ولكن يبدو لي أنها تنبأت ببعض تفاصيل تلك الثورة, أو أن هذه التجارب المسرحية قد طبعت الجو العام في البلاد لحد الآن الناس أصبحوا يتصرفون وكأنهم جزء من هذه المسرحيات, فهل تنبأ الماغوط والرحابنة بسيناريوهات الثورة من خلال معرفتهم بنفسية سكان المنطقة؟ بعض هذه التطابقات تذهلني: فلا أستطيع مثلاً سماع كلمة “عصابات مسلحة” دون التفكير بشخصية “راجح” في مسرحية “بياع الخواتم” للأخوين رحباني, والقصة لمن لا يعرفها هي قصة قرية يحاول مختارها اجتذاب أنظار السكان من خلال السهريات فيروي لهم يومياً كيف أنه يدافع عنهم ضد قاطع طريق يدعى “راجح”  ويتصدى لمحاولاته لتخريب أمن القرية,طبعاً شخصية راجح مخترعة من قبل المختار ولا توجد إلا في مخيلته, يقوم شابان من القرية “فضلو وعيد” باستغلال الكذبة ويبدآن بممارسة أعمال تخريبية وسرقات حقيقية والاعتداء على السكان, وطبعاُ تلصق كل هذه الأعمال براجح, ولا يتمكن المختار من الرد على هذه الأعمال رغم كل التشديدات الأمنية, وفي نهاية المسرحية يأتي إلى القرية شخص يدعى راجح ولكن يكتشف السكان أنه مجرد تاجر متجول يبيع خواتم للزواج فيخرجون من خوفهم وأوهامهم التي أعاشهم إياها المختار ويهرب اللصان الحقيقيان.
أما عندما أسمع كلمة “إصلاح” أو إصلاحات” فيتبادر إلى ذهني فوراً مسرحية “ضيعة تشرين” للراحل محمد الماغوط وتحديداً إصلاحات “مدبر حلوم” حين يتظاهر الشعب ضده فيقر إصلاحات يبدل من خلالها مناصب المسئولين المتهمين بالفساد ويغير فرق شعره وبيته.
وعندما أسمع المثقفين (الثوريين) والفنانين الذين كانوا ينتقدون الوضع المعيشي في أعمالهم الثقافية والفنية وفي حواراتهم وأقوالهم ويسمون نفسهم ثوريين ويتمسحون بصور غيفارا وغاندي ولينين وثورة الزنج وثورة الزط وجحفل من ثوار التاريخ حتى الوصول إلى سبارتاكوس, عندما أرى بعض  هؤلاء يدافع عن النظام وينظر على الثورة منتقداً مرة توقيتها ,ومرة أسلوبها ,ومرة الفئات المشاركة فيها, ومرة ألوان جوارب الثوار ...  عندما أسمع هؤلاء أتذكر شخصية “رؤوف” في مسرحية “نزل السرور” وهو المثقف الذي يبدأ حياته في المسرحية كمثقف من الطبقة الوسطى مختص بالثورات والكتابة عنها وله العديد من المؤلفات في هذا المجال وكافة أحاديثه ثورية ويعمل دائما وأبداً على تحريك الشعب ليثور ويندد بكل من يتلكأ عن الثورة, وعندما يصل شابان إلى الفندق الذي يعيش فيه ويطالبان بالبدء بالثورة بشكل فوري نجد رؤوف يبدأ بالقول بأن الثورة لا ترتجل ارتجال وإنما هي “تخطيط فحزب فجريدة حزب فإعداد للرأي العام فتهيؤ فاقتحام فالوصول” وهكذا يبذل رؤوف كل مجهوده لإخماد الثورة. للأسف تبين أن العديد من مثقفينا وحتى من يسمون أنفسهم قيادات دينة ما هم إلا رؤوفيون فبعد سنين من النواح طلباً للثورة, واتهام الشعب بأنه كان نائماً راضخاً ها هو الشعب اليوم يتحرك وإذا بالمثقفين قد ناموا أو أغمضوا أعينهم مفتعلين حججاً لا تنتهي. أعزائي الرؤوفيين الثورة موجودة ومستمرة بوجودكم أو من دونكم, وبابها دائما مفتوح لمساهماتكم الإيجابية إن أردتم ذلك, فإن كنتم ترون اعوجاجاُ فيها فاعملوا على تقويمها قبل أن تجرفكم وفكركم ونظرياتكم المعاقة.

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

لافتات من الثورة السورية (هذه اللافتات تمثلني) ج1

ثورة لكل السوريين, أشكر كل من شارك في صياغة هذه اللافتات:

ثورة مدنية ودولة مدنية لا لحكم العمائم (حي الكلاسة بستان القصر - مدينة حلب)

 إذا كنا مسيحيين فمنذ أكثر من 2000 عام, وإذا كنا مسلمين فمنذ أكثر من 1400 عام, ولكننا سوريين منذ أكثر من 10,000 عام (مدينة التل - ريف دمشق).


لا للطائفية, قناة صفا "الدم السني واحد" لا تمثلنا. نحن سوريين الدم السوري واحد (كفرنبل - أدلب)


إذا كان بشاركم باق حتى آخر رصاصة روسية, فنحن باقون حتى آخر صرخة حرية (الزبداني - ريف دمشق)


لو كان أطفالنا ينزفون نفطاً, لتكالب العالم على حمايتنا (كفرنبل - أدلب)


يسقط كل من يريد الولاء مقابل الدعم (بنش - أدلب)

إلى الهيئات والكتائب والمجالس والصفحات والتنسيقيات: لن نتقدم نحو النصر خطوة إلا عندما نتقدم نحو العمل الجماعي خطوتين (كفرسوسة دمشق).


إلى ثوارنا: مهما سمت الغاية فإنها لن تبرر الوسيلة (الزبداني - ريف دمشق).


عذراُ: لم يكن أحد موجود في المنزل, الرجاء معاودة القصف لاحقاً وشكراً (حمص).


ما دمت محترماً حقي فأنت أخي ... آمنت بالله أم آمنت بالحجر (يبرود - ريف دمشق).


أيها القافزون من مركب النظام الغارق: أهلا بكم في صفوف الثورة ... وليس في قياداتها. (حاس - محافظة أدلب).


ناس بتحمل علم بنجمتين, وناس بتحمل علم بثلاث نجوم. والاثنين سوريين لو اجتمعوا معاً لأجل سورية, لأصبحت سورية خمس نجوم. (مدينة التل - محافظة ريف دمشق).

ثرنا حباً بسوريا وليس كرهاً بالأسد (حلب).


ليعلم الجميع أن حربنا هي مع نظام الأسد وليس مع طائفة بعينها (كفرنبل - محافظة أدلب)

حتى لو عنا رأيين, شعب واحد مو شعبين (مصياف - محافظة حماه)


إلى لجنة المراقبين الدولية, زيارتكم للرستن أولى من زيارتكم لسلمية (مدينة سلمية - محافظة حماه).

إن الطائفية رجس من عمل النظام فاجتنبوها (داريا -ريف دمشق, السويداء).


 باختصار: العلويون شركاء لنا في الوطن, لهم ما لنا وعليهم ما علينا, الآن وبعد سقوط النظام (حماه).


تحذير لثوار سوريا من مواقف الولايات المتحدة.

أنا درزي وعلوي, سني وكردي, سمعولي ومسيحي, يهودي وآشوري ... أنا الثائر السوري وأفتخر (كفرنبل - أدلب).


 الفرق بين العدل والانتقام, كالفرق بين الثورة والنظام (كفرسوسة - دمشق).


كل قلوب الناس جنسيتي, فلتسقطوا عني هلعكم من الطائفية (مدينة سلمية - حماه).

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

مفاتيح فعالة لكسب الحوار

في العالم الواقعي تلعب أمور جانبية كثيرة في الانتصار في الحوارات كالصوت العالي والعمر والعضلات, إلا أن هذه العوامل مفقودة في العالم الافتراضي ولذلك يجب استعمال وسائل أخرى, قد يتذمر البعض ممن اعتاد لسنوات طويلة على حوارات العالم الواقعي فيجد نفسه مقيدا ومضطرا لاستعمال الكلام فقط في العالم الافتراضي حيث قد لا نعرف هوية المحاور الآخر أو أنه يسكن في مكان بعيد جدا مما يصعب حتى استعمال العضلات لحسم الحوار, ولكن لا تيأس عزيز القارئ فما زال هناك ما يمكن فعله لتقضي على منافسك,
فيما يلي ما تيسر من الأساليب والأفكار التي تضمن انتصاراً شبه مؤكد في معظم حواراتك في العالم الافتراضي. سأحاول إدراجها هنا مع بعض الشرح لطرق ومواضع الاستعمال.

الخطة أ: أكثر من جمل النصر والتحدي بغض النظر عن ارتباطها بالموضوع, مثلاً “
نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت” وهي الجملة الشهيرة لعمر المختار, هذه الجملة تساعدك على الظهور بمظهر المقاوم الوطني ويصبح المحاور الآخر هو عدو الوطن والأمة وهو المستعمر بينما أنت الضحية التي تدافع عن الحق حتى آخر قطرة دم (أكرر لا تتردد في استعمالها ضمن أي سياق وفي أي موضوع).


القافلة تسير والكلاب تنبح” هذه الجملة تبين أنك ومن في صفك تعملون وتسيرون إلى الأمام بينما يحاول معارضوكم أن يوقفوا عجلتكم الذهبية الخيرة ولكن أنى لهم ذلك, لا تتردد في استعمالها لتحقير الخصم حتى لو كنت تشعر أنه القافلة وأنك من ينبح فالمهم أن تنطق بالجملة قبله حتى تتمتع بوضعية القافلة وتحوله إلى كلب.


إذا قام محاورك بنقد شخصية معروفة تؤمن أنت بها, فما لك إلا أن تلقي بوجهه بيتي الشعر التاليين:
لا تأسف على غدر الزمان فطالما    رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها    تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
إذا وجدت صعوبة في حفظ البيتين فاحفظ الشطر الأخير من البيت الثاني فقط.


أما إذا كان نقد المحاور موجها إليك شخصياً ولأفكارك فعليك بجملة أخرى سحرية “لاترمى بالحجارة إلا الأشجار المثمرة” على أساس أنت الشجرة وبتثمر أفكار نيرة والآخرين ينتقدوك من باب الحسد ليس إلا, يمكن أيضا استعمال جملة نابليون “ إذا طعنك الآخرون من الخلف فاعلم أنك في المقدمة”, ولكن الأولوية تبقى للعبارة الأولى كي لا تتهم باستقدام أفكار غربية.

في حال طرح محاورك فكرة جديدة على المجتمع فما عليك إلا باتهامه بعدم احترام عادات وتقاليد وخصوصية مجتمعنا ووصفه بالتبعية للاستعمار والسعي لتدمير قيم مجتمعنا النبيلة, أما في حال طرح التمسك بقيمة مجتمعية يراها جيدة فما عليك إلا بوصفه بالتخلف والرجعية حتى لو كانت هذه القيمة جيدة.

في حال تطرق الموضوع لحقوق المرأة, أو ذكر فيه أي جانب يتعلق بذلك فما عليك إلا بالرزة المزدوجة: “
بترضاها لأمك؟ بترضاها لأختك؟” فإن كان جوابه بنعم تتهمه بالانحطاط والانحلال الخلقي وتهاجم عائلته وشرفه وتمسح فيه صفحات المنتدى أو موقع الانترنيت.


أخيرا إذا لم تنفع ولا واحدة من الوصفات السابقة و شعرت أنك على وشك الخسارة فمالك إلا بسلاح الإبادة الفكرية المتمثل بجملة علي بن أبي طالب “ما ناقشت عالماً إلا وغلبته وما ناقشت جاهلاً إلا وغلبني” بما معناه أنك أنت في قمة هرم العلم وكل العلماء والفهايم تحتك أما من لا يتفقون معك فهم جهلة سفهاء لا يجب أن تضيع وقتك الثمين في نقاشهم (هذه الجملة ذات فعالية عالية جداً احتفظ بها لأكثر الأوقات حرجاً, ولكن كن حذراً من أن يسبقك خصمك إلى استعمالها فيضعك في موقف ضعيف).
الخطة ب: اتبعها في حالتين: إما أنك تشعر أنك خاسر لهذا الحوار لا محالة, أو يمكن استعمالها مباشرة دون التعريج على الخطة أ, وهي كيل سيل من الشتائم بمعنى أو بلا معنى وسبه بشخصه وعائلته ومعتقده ومرجعياته (حتى إن لم تكن تعرف مرجعياته بإمكانك تنسيبه إلى مرجعيات تستطيع شتمها). بهذه الحالة تضمن أنه إما سينسحب من الحوار وبالتالي تكون أنت المنتصر أو أنه سيرد عليك بشتائم مماثلة وعندها تضمن أن موضوع الحوار الأصلي قد ضاع وحسم الموضوع سيتم بضربات الجزاء التجريحية, وعندها طالع حليب النور تبعك, واقصفه بشتى أنواع الشتائم والرذائل, ففي هذه الحالة البقاء للأزبل.
هذه أساليب وأدوات تعلمتها من محاورين قابلتهم وحاورتهم وهي خلاصة سنوات من الخبرة لطالما تجنبت استعمالها ولكنني أضعها في أيدي من يبحث عن نصر قصير في حوار عابر.

رسالة إلى ثوار سوريا

أيها الشعب السوري العظيم, يا رجالات الثورة السورية.

لا يخف على أحد أننا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بداعي التغيير نحو سوريا ديمقراطية فيها متسع لجميع أبنائها ليعيشوا بمساواة وعدالة, منذ بدء ذلك التحرك ركزنا وهتفنا بكلمتين "حرية ... حرية" و"سلمية ... سلمية", وبذلك أعلنّا أن مطلبنا الأساسي هو الحرية وأن طريقنا إليها سلمية.
التحرك تم قمعه بمنتهى الوحشية من قبل عناصر النظام  من أمن وشبيحة وجيش, مع ذلك أردنا له أن يبقى سلمياً لأننا دائماً قلنا أن رصيده هو سمليته. حاول النظام في عدة مرات تمرير السلاح للمتظاهرين لإعطاء مبرر لضربهم, تجلى ذلك من خلال أخبار عن إلقاء بعض عناصر الأمن لسلاحهم بشكل متعمد والهروب تاركين السلاح للمتظاهرين في درعا وفي حمص. واعتماد النظام على عدة حوادث قتل متفرقة منها حادثة نضال جنود التي اشتهرت لفظاعتها. بالإضافة لتورط بعض الشبان هنا وهناك في أعمال ذات طابع عنيف, ونحن إن كنا نرى في السابق أن هذه الوقائع هي أخطاء فردية (كحالة نضال جنود) أو ردود أفعال (كما في بعض أحداث درعا) وأنها لا تعطي طابع عام للتحرك , نرى اليوم أن مستوى ونسب هذه الأعمال ارتفع مؤخراً ليصبح ظاهرة قد تسيطر على طابع هذه الثورة وهو ما لم نرده منذ البداية ونصر على عدم القبول به.

لا يخفى علينا الضغط والعنف الذي يواجه الشباب المنتفض في كافة أنحاء سوريا, ولكن مواجهة العنف بالعنف لا تترك فرقا بين الضحية والجلاد, وتضعهم في نفس المستوى وهو ما لانرضاه لشبابنا الشريف أن يوضع بنفس المستوى وأن يكون له نفس السلوك كشبيحة النظام.

لم يفتئ عظماء التاريخ يزدادون عظمة بالسلم والتسامح وليس بالعنف والانتقام, نذكركم يا شباب الثورة بإصرار النبي محمد على أتباعه لتحمل العذاب الذي أوقعه بهم أعداؤهم, نذكركم أيضاً بسلوكه مع أسراه وبمقولته "اذهبوا فأنت الطلقاء", نذكركم بوصاياه لجيوشه بعدم الشماتة والتمثيل بالجثث. نذكركم بأن الإمام علي كان يحارب على بغلة كي لا يفر ممن كر ولا يكر على من فر فهو يدفع عدوه عنه ولا يطارده ليقتله. رسالة السيد المسيح أصرت وأوصت بالتسامح مع البشر وتحمل ظلم الظلام والثورة عليهم بالسلام والعفو عند المقدرة. لم يكبر صلاح الدين الأيوبي في عيون أعدائه لأنه هزمهم في أرض المعركة فهذه فعلها قواد كثر عبر التاريخ, إلا أنه كبر بعفوه عمن قتلوا أبناء جلدته بغية إنهاء الحروب والثأر فأصبح أيقونة يحييه أعداؤه قبل أتباعه حتى يومنا هذا. غاندي أبو الهند هزم بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس في ذلك الوقت والتي امتلكت أقوى جيش على وجه المعمورة في ذلك الوقت, هزمهم غاندي دون طلقة بندقية واحدة وخلد ليصبح روح الهند, وحدهم الضعفاء يسعون نحو القتل والحروب, ووحدهم العظماء يجلبون الأمن والسلام . وحدهم الضعفاء يتراكضون خلف الثأر والحقد ووحدهم العظماء والأقوياء لديهم القدرة على المسامحة والتحمل.

بناء على ما ذكر, إننا ندعو الثورة للاعتذار عن العنف الذي لحق بالسيد موفق عبد الفتاح الذي تمت محاكمته في الشارع من قبل أناس ليسوا أكفياء لذلك, ومن ثم تم إعدامه بطريقة انتقامية وهمجية. ندعو الثورة للتبرئ من هذا الفعل البربري ومن كل فعل مماثل, والعمل على عدم تكرار ذلك, نريد أن نظهر للشعب السوري أن سوريا الجديدة لا مكان فيها للقهر والعنف وحقوق الجميع مضمونة وأن المشاكل تحل فيها في المحاكم وليس في الشوارع. إن انتقادنا لعنف النظام تجاه شبابنا يحتم علينا إظهار وجه مختلف عنه وإلا فلا فرق بين ما ندعو إليه وبين النظام الحالي.
ندعو شرفاء هذه الثورة لاقتراح ما يمكن عمله لتتبرئ من العنف وضمان عدم تكراره للحفاظ على سملية الثورة.

7/6/2011

الاستراحة انتهت

مقالة كتبتها في بداية العام 2008 أجدها اليوم ضرورية:

عندما كنا صغاراً, كان هناك نكتة متداولة جداُ تحكي عن رجل دخل جهنم وهناك كان عليه أن يختار طريقة عذابه وبينما هو يتجول بين الغرف المختلفة ويرى أنواع العذاب من حرق وسلق وشوي في كل غرفة أسوأ من سابقتها فيقشعر بدنه وفي النهاية وصل إلى غرفة فيها مجموعة من الناس يقفون مغمورين حتى العنق بمياه مجارير فارتأى أن هذا العذاب هو الأسهل بين ما سلف فاختار هذه الغرفة وبعد أن هم بالنزول سمع صوت الملاك المسئول ينادي "شباب الاستراحة انتهت ... عودة إلى الوضع الطبيعي ... الرأس للأسفل والأرجل للأعلى"
اليوم مع بداية العام 2008 نقولها لكل الذين تفاءلوا في العام 2000 في سوريا بالقيادة الجديدة الاستراحة انتهت, فكما حدث في العام 1970عندما أتى الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة وأرسى مشاريعاً وخططاً بمقدورها –فيما لو تم تنفيذها - أن تجعل سوريا تخطو خطوات جبارة نحو الأمام ويعيش شعبها مرتاحاً إلى أبد الآبدين, نسي الشعب أو تغاضى عن الأشخاص الذي اعتقلوا أو ماتوا في تلك الفترة وسار في مسيرة التصحيح وبعد سنوات من حكم الأسد انتهت الاستراحة وأضحت سوريا دولة قمعية بعد أن كانت من أوائل دول المنطقة في حرية الرأي والتعبير -وذلك بين الخمسينيات وحتى أواسط السبيعينيات من القرن الماضي - وأصبح مواطنوها من أشد سكان المنطقة فقراً بعد أن كانت عبر تاريخها من أشهر معاقل التجارة في المنطقة, دمشق وحلب من أوائل المدن التجارية في العالم أصبحتا مدينتين مغلقتين وسكانهما يشكون القلة.
في بداية الحكم تمت متابعة بعض المشاريع التي كانت أقرت قبل الحركة التصحيحة فأنجزت ونسبت للحركة التصحيحية كمجانية التعليم وإيصال الكهرباء والماء والخدمات العامة إلى أبعد قرية في سوريا. ولكن ما حصل بعد بضع سنوات من العمل هو ركود وسكون وفقر دام طوال باقي سنوات الحكم تلك مصحوب باسطوانة قميئة تذكر الشعب في كل دقيقة بمنجزات الحركة التصحيحية كما لو أن سوريا قبل تلك الحركة كانت تعيش في عصر الجاهلية. كل ذلك بحجة خطورة المرحلة والمنعطف التاريخي الذي تسير فيه الأمة هذا المنعطف الذي تجتازه الأمة منذ زمن طويل طويل ولم تتمه حتى اليوم وبما أننا نحن الشعب نجلس في الخلف بينما يقود المسئولون مقطورة الأمة فإننا نحاول دائما أن نسترق النظر لنرى ماذا يوجد أمامنا ولكن كثرة المسئولين في المقدمة تحجب الرؤية مما يجعلني أظن أن الأمة تدور حول دوار صغير فيه تمثال الحاكم وبالتالي فهو منعطف لا نهائي ولا يمكن الخروج منه إلا بزحزحة المسئولين والنظر إلى الأمام
مع مجيء العام 2000 توفي الرئيس حافظ الأسد واستلم ولده الدكتور بشار الأسد مكانه وبدأت مسيرة التطوير والتحديث وتم إقرار مشاريع جديدة ورؤى مستقبلية جديدة وإطلاق مصطلحات سياسية جديدة تناسب المرحلة كالشفافية ومسيرة التحديث والتطوير بدل مسيرة التصحيح المجيدة وبدأ العمل على تحقيق هذه المشاريع وزادت نسبياً مساحة الحريات المسموح بها وعاد الوضع كما كان عند تولي الرئيس الأب للسلطة وأخذ الشعب استراحة من تسلط المخابرات (ليست استراحة تامة ولكن نسبية) وأيضا نسي الشعب أسماء الناس الذين اعتقلوا في بداية العهد الجديد وأودعوا السجن
اليوم بعد ثمان سنوات من بدء مسيرة التحديث والتطوير يبدو أن الأمور تعود لما كانت عليه قبل العام 2000 وتبدأ حملة اعتقالات جديدة كالسابق وتفرض قيود جديدة على الانترنيت والحريات الشخصية في البلد ويتباطئ العمل في المشروعات التي أقرت في بداية المرحلة الجديدة وتعود مصطلحات خطورة المرحلة والضغط الغربي على سوريا والمنعطف التاريخي لتطفو على الساحة وتسمم برائحتها أنوف المواطنين التي بدأت تنزل تحت مستوى الماء بعد نهاية استراحة الاستنشاق القصيرة, لذلك نقول لهؤلاء يالله شباب الاستراحة انتهت عودة للوضع السابق

لماذا يا ديغول؟

أود أن أقدم هنا حكاية واقعية تنتهي بسؤال,  وأرجو من القارئ العزيز التمعن والتفكير قبل الإجابة, وهاكم الحكاية:
المكان دولة في هذا العالم تدعى فرنسا (لن نتدخل في هذه الحكاية لا بسياسيتها الخارجية ومصداقيتها ولا بتاريخها بسلبياته وإيجابياته وإنما سنركز على الأحداث المرتبطة بالحكاية فقط وعلى ردود أفعال الشخصية فيما يتعلق بالحكاية فقط)
الزمان 3 أيار 1968 (بعد الحرب العالمية وخلال الحرب الباردة حيث تعتبر فرنسا في المعسكر الغربي الرأسمالي المعادي للمعسكر الشرقي الاشتراكي الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي)
تبدأ الحكاية بقيام 400 طالب جامعة يساري باحتلال ساحة جامعة السوربون نهار الجمعة 3 أيار مطالبين بإلغاء الضوابط التي يضعها قانون الدولة على تحركات وآراء الأفراد, رافعين عدة شعارات أشهرها المطالبة بمنع الممنوع أو منع المنع. عميد الجامعة المتخوف من صدام هؤلاء مع طلاب يمينيين متشددين يقوم بطلب تدخل الشرطة التي تدخل الساحة وتفرق الطلاب وتعتقل جزءاً منهم.
الاثنين 6 أيار يستدعى بعض الطلاب للتحقيق وإصدار أحكام بحق بعضهم مما يثير غضب لدى الطلاب الذين لم يستطيعوا أن يهضموا اقتحام الشرطة لجامعتهم فيشتبكون مع قوات الأمن بالحجارة ويقيمون المتاريس في الطرقات.
يتقدم بعض الأساتذة الداعمين للمتظاهرين بطلب الدعم من الأحزاب اليسارية وعلى رأسها الحزب الشيوعي ومن نقابات العمال. ولكن الرد يأتي قاصماً بأن الثورة عليها أن تخرج من عمال يشكلون بروليتاريا حقيقية وليس من مجموعات صبيانية منتمية إلى البرجوازية الصغيرة والتي لم تخبر خشونة العيش في حياتها.
في ليلة 10 أيار يقوم الطلاب باحتلال الحي اللاتيني في وسط العاصمة باريس وينصبون عشرات الحواجز والمتاريس  ويدخلون في اشتباكات مع الشرطة والأمن تؤدي إلى العديد من الجرحى.
اتحاد العمال يدعو إلى مظاهرة يوم الاثنين 13 أيار. ليطالب بوقف العنف وفتح حوار مع المتظاهرين.
تخرج مظاهرة ضخمة في باريس في 13 أيار ويتحدث اتحاد العمال عن مليون مشارك بينما تتحدث الشرطة عن 200 ألف.
 يوم 14 أيار يقوم ما ييقارب 2000 عامل في معمل طيران جنوب البلاد بحركة عفوية باحتلال المعمل وإغلاقه للضغط على اتحاد العمال للانحياز نحو الطلبة. تتوالى عمليات احتلال المعامل من قبل العمال لتشل البلاد.
في 22 أيار يبدأ إضراب شامل للعمال يشل البلاد.
في نهاية الشهر يعلن رئيس الجمهورية استقالته وتنظيم انتخابات مبكرة.
هذه قصة شهر هز فرنسا وأسقط رئيس جمهوريتها, بقي أن نذكر من هو الرئيس الذي سقط في نهاية أيار 1968؟
إنه شارل ديغول, أجل هو نفسه الجنرال شارل ديغول نفس الشخص الذي أخرج بلاده منتصرة في أعتى حرب عرفتها الإنسانية بعد أن كانت فرنسا مهزومة ومحتلة من قبل النازيين. وهو لم يقد معركته كسياسي كما فعل أقرانه كتشرتشل وروزفلت. ديغول كان ضابط جيش وكان على رأس جيشه حين حرر بلاده أي أنه لم يكن مجرد سياسي يقود حركة معينة. كان هو السياسي الذي رسم سياسة البلد ضد أعدائه والعسكري الذي نفذ تلك السياسة. أقصد من هنا إظهار مدى الرصيد الذي امتلكته شخصية ديغول بين الفرنسيين والتي تعرف حتى اليوم بفرنسا الديغولية.
أعود الآن إلى الأيام العشر الأولى من شهر أيار 1968 ولا أتحدث عما تبعها وأطرح تساؤلاتي:
. يعترف الجميع أن المتظاهرين مارسوا العنف ووضعوا الحواجز وهاجموا الشرطة والأمن ولم يخفوا التقاءهم بالأفكار مع الفكر الشيوعي المتبنى من قبل الاتحاد السوفياتي العدو الأول لفرنسا ومعسكرها. بالمقابل ديغول كان يملك رصيد شعبي ونضالي كبير في أذهان الفرنسيين قد يسمح له بتبرير بعض التجاوزات, بالإضافة لسيطرته على الجيش بحكم كونه بالأساس ضابط وقائد للجيش.
 التحرك كان ضعيفا وعنيفا في نفس الوقت وقد تخلت عنه معظم القوى بما فيهم نقابات العمال والحزب الشيوعي. فلماذا لم يستعمل ديغول الجيش والرصاص للقضاء على هذا التحرك في بدايته؟ رغم أن التهمة كانت جاهزة وهي استخدام الطلاب للعنف وإغلاق الشوارع ناهيك عن تهمة الاندساس والتخريب والعمالة للعدو السوفياتي. ما الذي منع ديغول من سحقهم بالدبابات أو حتى بالرصاص الحي؟  كيف قبل ديغول الخروج بهذه الطريقة من رئاسة بلد أقل ما يقال أنه انتشلها بيديه من أسفل سافلين, لماذا لم يقل نحن في حالة مواجعة مع السوفييت ولن تستطيع فرنسا المقاومة من دوني؟ لماذا لم يتحدث عن منعطف تمر به الأمة الفرنسية وهي بحاجة فيها لقيادة حكيمة متمثلة في شخصه؟ لماذا يحب الفرنسيون اليوم شارل 
ديغول ولماذا فرنسا اليوم ديغولية؟

28/5/2011

اقتراح للقيادة السورية

أنا مواطن مطيع ولا أشاهد سوى القنوات السورية الرسمية وتلفزيون الدنيا, وأحترم القيادتين القومية والقطرية وتوابعهما. من خلال متابعتي للأحداث الجارية مؤخراً وخطابات السيد الرئيس استنتجت التالي:
ليس كل من تظاهر في سوريا مندس, ولكن الذين أثاروا الاحتجاجات هم فئة قليلة من المندسين, اعتادت هذه الفئة الاندساس بين الخارجين من الجوامع وغيرها للهتاف للحرية وضد السيد الرئيس واستغلال المطالب لإثارة الشغب. وعلى ما يبدو أنهم نجحوا في استثارة جماهير معينة من الشعب صارت تهتم مثلهم وتتبعهم ومن ثم سلحوها فصارت فئات إرهابية وسلفية.
هذا بالرغم من الوعي القومي الذي يتمتع به الشعب السوري وخبرته في كشف المؤامرات حسب القيادة. مما دفع المندسين في بعض الأحيان للجوء إلى الرشوة وقد عرض لنا التلفزيون أحد الأمثلة من شخص تمت رشوته من قبل المندسين بـ50 ل.س ليقوم بخلع حجاب فتاة في الشارع ومحاولة تقبيلها, وآخر عرّض نفسه للموت بإطلاق الرصاص على الأمن والجيش مقابل 5000 ل.س.
من كل ذلك خطرت ببالي فكرة نضمن بها زلزلة الأرض بأعدائنا الصهاينة وربما نتمكن أيضاً من جعل الولايات المتحدة تنهار هي وحلفاؤها من فرنسا إلى بريطانيا إلخ.
الفكرة هي زرع بعض المندسين في كل من هذه البلدان, فمثلاً نستطيع إرسال بعضهم إلى الكيان الصهيوني فيستغلوا خروج الناس من صلاة السبت أو تجمعهم عند حائط البراق ويبدأوا بالهتاف للحرية وإسقاط نظام نتنياهو, ويمكن محاولة حث قيادتنا على تأمين مبلغ 50 ل.س نرشي به أحد الصهاينة ليخطف طاقية أحد حاخامات اليهود مما سيشكل أزمة طائفية في داخل الكيان الصهيوني.
نفس الموضوع ممكن تكراره في الولايات المتحدة ولكن يوم الأحد وعند خروجهم من الكنيسة يندس البعض ويهتفون للحرية وإسقاط نظام باراك أوباما ويستغلون بعض مطالب الشعب الأمريكي لإثارة الفتنة, وبما أن الشعب الأمريكي لايملك الحنكة الكافية التي يملكها السوريون في كشف الاندساس أستطيع أن أكد لكم أن الفوضى ستعم البلاد خلال أسبوع ولن يجد أوباما مكاناً يختبئ فيه من الحشود المطالبة بالحرية.
أما مع الأوربيين فقد تبدو الأمور أصعب كونهم ليسوا شديدي الالتزام بالدين كالأمريكان ولكن لابد من وجود طريقة في ملعب كرة قدم أو ركبي أو ما شابه. المهم تأكدوا أن الخطة مضمونة النجاح.
أرجو من القيادة السورية أخذ الفكرة على محمل الجد وبدء التحرك فهذه الفرصة قد لاتعوض

والنصر لقضية شعبنا.

 3/5/2011