الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

مفاتيح فعالة لكسب الحوار

في العالم الواقعي تلعب أمور جانبية كثيرة في الانتصار في الحوارات كالصوت العالي والعمر والعضلات, إلا أن هذه العوامل مفقودة في العالم الافتراضي ولذلك يجب استعمال وسائل أخرى, قد يتذمر البعض ممن اعتاد لسنوات طويلة على حوارات العالم الواقعي فيجد نفسه مقيدا ومضطرا لاستعمال الكلام فقط في العالم الافتراضي حيث قد لا نعرف هوية المحاور الآخر أو أنه يسكن في مكان بعيد جدا مما يصعب حتى استعمال العضلات لحسم الحوار, ولكن لا تيأس عزيز القارئ فما زال هناك ما يمكن فعله لتقضي على منافسك,
فيما يلي ما تيسر من الأساليب والأفكار التي تضمن انتصاراً شبه مؤكد في معظم حواراتك في العالم الافتراضي. سأحاول إدراجها هنا مع بعض الشرح لطرق ومواضع الاستعمال.

الخطة أ: أكثر من جمل النصر والتحدي بغض النظر عن ارتباطها بالموضوع, مثلاً “
نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت” وهي الجملة الشهيرة لعمر المختار, هذه الجملة تساعدك على الظهور بمظهر المقاوم الوطني ويصبح المحاور الآخر هو عدو الوطن والأمة وهو المستعمر بينما أنت الضحية التي تدافع عن الحق حتى آخر قطرة دم (أكرر لا تتردد في استعمالها ضمن أي سياق وفي أي موضوع).


القافلة تسير والكلاب تنبح” هذه الجملة تبين أنك ومن في صفك تعملون وتسيرون إلى الأمام بينما يحاول معارضوكم أن يوقفوا عجلتكم الذهبية الخيرة ولكن أنى لهم ذلك, لا تتردد في استعمالها لتحقير الخصم حتى لو كنت تشعر أنه القافلة وأنك من ينبح فالمهم أن تنطق بالجملة قبله حتى تتمتع بوضعية القافلة وتحوله إلى كلب.


إذا قام محاورك بنقد شخصية معروفة تؤمن أنت بها, فما لك إلا أن تلقي بوجهه بيتي الشعر التاليين:
لا تأسف على غدر الزمان فطالما    رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها    تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
إذا وجدت صعوبة في حفظ البيتين فاحفظ الشطر الأخير من البيت الثاني فقط.


أما إذا كان نقد المحاور موجها إليك شخصياً ولأفكارك فعليك بجملة أخرى سحرية “لاترمى بالحجارة إلا الأشجار المثمرة” على أساس أنت الشجرة وبتثمر أفكار نيرة والآخرين ينتقدوك من باب الحسد ليس إلا, يمكن أيضا استعمال جملة نابليون “ إذا طعنك الآخرون من الخلف فاعلم أنك في المقدمة”, ولكن الأولوية تبقى للعبارة الأولى كي لا تتهم باستقدام أفكار غربية.

في حال طرح محاورك فكرة جديدة على المجتمع فما عليك إلا باتهامه بعدم احترام عادات وتقاليد وخصوصية مجتمعنا ووصفه بالتبعية للاستعمار والسعي لتدمير قيم مجتمعنا النبيلة, أما في حال طرح التمسك بقيمة مجتمعية يراها جيدة فما عليك إلا بوصفه بالتخلف والرجعية حتى لو كانت هذه القيمة جيدة.

في حال تطرق الموضوع لحقوق المرأة, أو ذكر فيه أي جانب يتعلق بذلك فما عليك إلا بالرزة المزدوجة: “
بترضاها لأمك؟ بترضاها لأختك؟” فإن كان جوابه بنعم تتهمه بالانحطاط والانحلال الخلقي وتهاجم عائلته وشرفه وتمسح فيه صفحات المنتدى أو موقع الانترنيت.


أخيرا إذا لم تنفع ولا واحدة من الوصفات السابقة و شعرت أنك على وشك الخسارة فمالك إلا بسلاح الإبادة الفكرية المتمثل بجملة علي بن أبي طالب “ما ناقشت عالماً إلا وغلبته وما ناقشت جاهلاً إلا وغلبني” بما معناه أنك أنت في قمة هرم العلم وكل العلماء والفهايم تحتك أما من لا يتفقون معك فهم جهلة سفهاء لا يجب أن تضيع وقتك الثمين في نقاشهم (هذه الجملة ذات فعالية عالية جداً احتفظ بها لأكثر الأوقات حرجاً, ولكن كن حذراً من أن يسبقك خصمك إلى استعمالها فيضعك في موقف ضعيف).
الخطة ب: اتبعها في حالتين: إما أنك تشعر أنك خاسر لهذا الحوار لا محالة, أو يمكن استعمالها مباشرة دون التعريج على الخطة أ, وهي كيل سيل من الشتائم بمعنى أو بلا معنى وسبه بشخصه وعائلته ومعتقده ومرجعياته (حتى إن لم تكن تعرف مرجعياته بإمكانك تنسيبه إلى مرجعيات تستطيع شتمها). بهذه الحالة تضمن أنه إما سينسحب من الحوار وبالتالي تكون أنت المنتصر أو أنه سيرد عليك بشتائم مماثلة وعندها تضمن أن موضوع الحوار الأصلي قد ضاع وحسم الموضوع سيتم بضربات الجزاء التجريحية, وعندها طالع حليب النور تبعك, واقصفه بشتى أنواع الشتائم والرذائل, ففي هذه الحالة البقاء للأزبل.
هذه أساليب وأدوات تعلمتها من محاورين قابلتهم وحاورتهم وهي خلاصة سنوات من الخبرة لطالما تجنبت استعمالها ولكنني أضعها في أيدي من يبحث عن نصر قصير في حوار عابر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق